من أعيان أعلام عرب أولاد جرير عرب صحراء بلاد بشَّار الجزائرية
مادح رسول الله الولي الصالح الشاعر الشعبي الشيخ الشهيد محمد البشير الجريري (ت 1316م/ 1898م) رحمه الله تعالى
1/ترجمة محمد البشير الجريري (ت1316هـ/1898م):
هو الشاعر الشعبي المشهور الولي الصالح الشهيد محمد البشير بن أحمد من أولاد بن ساسي المفالحي الجريري النسب.
ولد نحو سنة 1243هـ/ 1827م بالبادية بصحراء بشَّار.
ينتسب إلى بطن أولاد بن ساسي من عرش المفالحة من قبيلة أولاد جرير.
وأولاد جرير قبيلة عربية هلالية من عرب حوز صحراء بشار الجزائرية وقاعدتهم وسط مدينة بشار الحالية وواحتها,كانت لهم جهود كبيرة في تجارة القوافل وحمايتها وفي مواجهة الاستعمار الفرنسي وفي حماية القصوريين بصحراء بشار الجزائرية وفڤيڤ المغربية الذين هم تحت حمايتها من بطش القبائل الصحراوية الغازية.
وعمود نسبهم حسب المؤرخ عبد الرحمان ابن خلدون (ت809هـ/ 1406م) في العِبر ،ومبارك بن محمد الميلي(ت1364هـ/1945م) في تاريخ الجزائر في القديم والحديث كالتالي:
أولاد جرير بن علوان ابن محمد بن لقمان بن خليفة بن لطيف بن سرح بن مشرف بن أثبج بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة بن هوازن بن قيس بن عيلان الناس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ويلتقي نسبهم مع أحلافهم عرب ذوي منيع عرب وادي ڤير بهذه الصحراء الغربية الجزائرية من صحراء ولاية بشار في الجد أبي ربيعة بن نهيك. ويلتقي نسبهم بنسب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الجد مضر.
تربى شاعرنا وسط عائلته بقبيلته أولاد جرير ببوادي صحراء بشّار وجبلها الكبير جبل بشّار وبلاد زوزفانة منها إحدى مضارب قبيلة أولاد جرير.
نشأ في الصلاح وحبّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وآله الطيبين الطاهرين,ففتح الله له جزاءً وِفاقاً بقول الشعر الشعبي الزجلي بلسان قبيلته وسلبه مدح سيدنا رسول الله صلى اله عليه وسلّم فنظم في مدحه القصائد الرائعة.
تروى لشاعرنا محمد البشير الجريري رحمه الله تعالى كرامات كثيرة، وقيل أنه ممن رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يقظة والله تعالى أعلم.
وللشاعر محمد البشير رحمه الله تعالى قصائد أخرى -زيادة على المديح النبوي- تعالج قضايا متعددة من الآفات الاجتماعية وغيرها، وأخرى يمدح بها المجاهد الشيخ بوعمامة بن حرمة البوشيخي رحم الله الجميع يحفظها السيد المجاهد المرحوم دحمان بوجمعة ولد الفضيل البدياري من أولاد أحمد الجريري المولود عام 1922م والساكن قريبا من حي المخاليف بالدبدابة في الطريق السالك إلى حي النور وقد توفي في هذه السنين الأخيرة وغفلت عن كتب تاريخ وفاته وأظن أنه توفي سنة 2010م،وقد سجل الباحث المؤرخ عبد الله حمّادي الإدريسي عنه تلك القصائد في شريط سمعي وسأل المرحوم دحمان بوجمعة عن كثير من أخبار المترجم له والشريط بحوزته علّه يجد وقتا مستقبلا فيكتب قصائده رحمة الله عليه,وكذا سجل السيد المناضل في حزب جبهة التحرير الوطني حمليلي محمد من أولاد الحمليلي الجريري ساكن بالدبدابة بجوار متوسطة ابن خلدون وأظنه من مواليد سنة 1945م شريط فيديو مع المرحوم المجاهد دحمان بوجمعة سالف الذكر حول حياة وأشعار شاعرنا محمد البشير.
استشهد شاعرنا محمد البشير في فتنة غراسة آتي ذكرها يوم الأربعاء 09 جمادى الثانية عام 1316م/موافق نحو يوم 25 أكتوبر عام 1898م وهي الفتنة الواقعة بين إخوة العروبة والإسلام عرب أولاد جرير الهلاليين وعرب بني ڤيل المعقليين عرب الصحراء الشرقية المغربية، وعمره يومها نحو 70 سنة دفاعا عن النفس والحريم والمال دفعا للصائل والمحارب الواجب دفعه شرعا،قال صلى الله عليه وسلّم:{{عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ}}[صحيح البخاري،حديث 2300,كتاب المظالم والغصب،باب من قاتل دون ماله],وعند ابي داوود في سننه{{عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ أَوْ دُونَ دَمِهِ أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ }}[سنن أبي داوود،حديث 4142،كتاب السُنّة،باب في قتال اللصوص].
وقد توفي معه ابنه عبد الوهاب وكان أعزب فدفن بجوار والده ونبتت عند قبرهما شجرة عظيمة أظلت قبريهما رحمة الله عليهما.
ترك شاعرنا محمد البشير أولادا ببشار لقبهم في الحالة المدنية "علالي" وهم:
-مريم بنت محمد البشير التي توفيت عام 1945م ببشَّار.
-محمد الميلود بن محمد البشير الذي يسكن أولاده ببشَّار ومنهم البشير بن محمد الميلود الذي من أولاده لخضر بن البشير، وعبد الرحمان بن محمد الميلود الموظف في بنك التنمية المحليةBDL ببشَّار.
2/عرب بني ڤيل المعقليين عرب الصحراء الشرقية المغربية:
هم من القبائل العربية المغربية، وتوجد اليوم طائفة منهم بقصور بشَّار الشمالية كقصر بوكايس والنسبّة إليهم "الڤِيلي".
هذا وقد أفادنا الضابطان في الجيش الفرنسي لامارتنيار ولكروا في بحثهما المطبوع عام 1313هـ/ 1896م أن بعض النسابة يرجعون نسبتهم إلى عرب بني حسن المعقليين القحطانيين اليمنييين الذين كانوا فيما قبل بالمغرب الأقصى، فهاجرت منهم طائفة بني ڤيل إلى الصحراء بينما بقي بني حسن هؤلاء بغرب المغرب الأقصى بالتل بسهل سبّو.
وقد ذكر المؤرخ المغربي أبو العباس أحمد بن خالد الناصري السلاوي(ت1315هـ 1897م) في كتابه الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى بني حسن هؤلاء في غير ما موضع من كتابه دون أن يعرف بنسبهم إلا أنه ذكر أن موطنهم كان بناحية مكناس بالمغرب الأقصى وأنهم كانوا أعدادا كبيرة وقد حاربهم الملوك المغاربة كذا من مرة لتمردهم.
هذا وقد أفادنا الضابطان في الجيش الفرنسي لامارتنيار ولكروا في بحثهما المطبوع عام 1313هـ/ 1896م أن قبيلة بني ڤيل تنقسم إلى عمارتين كبيرتين هما:
-بني ڤومن وكان تعداد خيمهم عام 1896م حوالي 1400 خيمة.
-بني يغمراسن وكان تعداد خيمهم عام 1896م حوالي 1300 خيمة.
وأما عن عماراتهم ومواقع تجوالهم، فقد جاء عنهم في كتاب تقييد ما اشتمل عليه إقليم توات من الإيالة السعيدة من القصور ووثائق أخرى ما صورته:
((قبيلة واقعة بجنوب إقليم وجدة تتركب من عمارات:
- أولاد علاونة.
- أولاد عبد الكريم.
- أولاد أحمد بن عبد الله.
- أولاد علي بن الحسن.
- أولاد علي بن ياسين.
- أولاد أيوب.
- أولاد بلحسن.
أولاد ابراهيم.
- أولاد شعيب البيض.
- أولاد شعيب الزرق.
- أولاد فارس.
- أولاد بوعزة.
- أولاد حَجِي.
- أولاد سلمة.
ومن أشهر قراها: تندرارة، وبوعرفة، وإيش، والمنڤوب. ))اهـ.
وعن بني ڤيل هؤلاء يقول روس إ. دانRoss E. Dunn في كتابه المجتمع والمقاومة في الجنوب الشرقي المغربي(1881- 1912)ما صورة تعريبه:
((بني ڤيل: انتشرت هذه القبيلة التي تتكون من 15000 إلى 20000 نسمة في المنطقة الواسعة في الهضاب العليا المغربية. وينقل سكان هذه القبيلة ماشيتهم أحيانا إلى داخل الأراضي الجزائرية. ويفوق اعتمادهم على رعي الأغنام أيَّة قبيلة أخرى في المنطقة. ويملك بعضهم بساتين النخيل في فڤيڤ وعين الشعير، وفي بعض الواحات الصغيرة في جنوب الهضاب، ولكنهم يسكنون جميعا في الخيام على مدار السنة، ويعيشون حياة البدو الرحل عبر مسافات بعيدة جدا. وتنتقل كثير من الخيام في الشتاء نحو أعالي شمال الهضاب العليا حيث يكون الموسم عامة أدفأ من الهضاب العليا لمنطقة الظهرا. وفي الربيع تنتشر الماشية على الهضاب للرعي في المنخفضات الرطبة بعد الشتاء. وفي الصيف تنتقل الخيام نحو الجنوب وإلى أعالي الوديان بين الجبال المتقطعة في الأطلس الصحراوي في الشرق والأطلس الكبير في الغرب. ))اهـ.
3/فتن أولاد جرير وذوي منيع مع قبيلة بني ڤيل والخبر عن وقعة غراسة سنة 1316هـ/1898م:
ساءت العلاقات في بداية القرن 14هـ /نهاية القرن19م بين عرب أولاد جرير وعرب بني ڤيل عرب الجنوب الشرقي المغربي الحالي، حيث هجم بني ڤيل على أولاد غويدر من أولاد جرير بالنخيلة فصبحوهم بالنخيلة هذه غارة ملحاحا، ثم انتقم أولاد جرير من بني ڤيل بمساعدة أحلافهم عرب ذوي منيع في تاملالت وكذا بالحامضة وكذا بالحلوف وكذا بأم الشڤاڤ وكذا بركنة الدبابة وبالنبش وبجبل المالح...الخ.
ذكر لي الأستاذ سليماني سليمان المنيعي الساكن ببشَّار حسب ما سمعه من كبار أعيان ذوي منيع بالعبادلة أن معركة "الحامضة" كانت بين ذوي منيع وأولاد جرير وبني ڤيل داخل التراب المغربي الحالي وكان قائد هذه المعركة هو السيد علي الميلود لدارسي المنيعي من لدارسة فكان النصر فيها حليف ذوي منيع وأولاد جرير والله تعالى أعلم.
فقام بني ڤيل بجمع قوة عظيمة لإنزال ضربة قوية على من سابقوهم القتال فجاؤوا بقضهم وقضيضهم في 2000 مقاتل منهم 500فارس فترقبوا أولاد جرير في الموضع المعروف بغراسة جنوب بشَّار فهاجموهم على بغتة في العاشرة صباحا وكان عدد أولاد جرير لا يتجاوز 350 مقاتل معهم نساؤهم وصبيانهم.
وقعت فتنة غراسة هذه بين أولاد جرير وبين قبيلة بني ڤيل يوم الأربعاء 09 جمادى الثانية عام 1316م/موافق نحو يوم 25 أكتوبر عام 1898م وعرفت بوقعة غراسة على اسم موضع المعركة ،وغراسة هي عڤلة بئر يقع على مجرى فرع وادي بشَّار جنوب بشَّار.
اشتبكت فيها فرق أولاد أيوب من بني ڤيل بزعامة القائد عبد الرحمان الڤيلِّي ومن انضاف إليهم من مقاتلي الفرق الڤيلية الأخرى وبقي صدى هذه المعركة الطاحنة عالقا بالذاكرة الجماعية لمدة طويلة واشتهرت الوقعة بين سكان المنطقة لدرجة أصبحت معها مرجعا لضبط تواريخ عدد من المشاغل المحلية عند القبائل وسكان القصور المجاورة لمكان الحادث.
دامت هذه المعركة لمدة خمسة أيام وقد قتل من أولاد جرير 116 نفسا وجرح منهم 28 وقتل من خيلهم 18 ومن إبلهم80 جملا.
أما بني ڤيل فقتل منهم حوالي 100نفس ومات لهم 26 من الخيل، ومازال بموضع المعركة اليوم مقبرة عظيمة يخيم عليها الحزن على إهراق دم المسلمين،والفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها,ونحن نذكر التاريخ للاعتبار لا للافتخار.
وقد وصل في صبيحة ثاني يوم للمعركة مدد لأولاد جرير من بشَّار وصلهم النفير من إخوانهم وكان تعدادهم 35 فارسا فانضموا إلى إخوانهم مقاتلين صامدين، وفي عشية هذا اليوم الثاني وصل مدد من ذوي منيع قادمين من وادي ڤير للنصرة لكنهم تراجعوا لهول مارأوا من كبر عدد الخصوم وظنوا أنهم مغلوبون فعادوا إلى قومهم، وفي المساء من ثاني يوم المعركة اتفقت قيادة بني ڤيل المتمثلة في عبد الرحمان الڤيلِّي وقيادة أولاد جرير المتمثلة في محمد بلمقدم على وقف القتال لغاية دفن كل فريق لموتاهم فكان ذلك.
ثم بعدها بقليل قدم مرابطو الزاوية القندوسية أصحاب الزاوية الزيانية بالقنادسة بصحراء بشّار بأعلامهم وخيلهم للصلح بين الإخوة في الدين والنسب، لكن لم يعبأ لهم ولم يسمع إلا ضجيج المعترك وحمحمة الخيول وأصوات البارود وبكاء الصبيان والضعفة.
وفي زوال ثالث يوم من أيام المعركة أوشك صبيان أولاد جرير على الهلاك عطشا فصالحوا بني ڤيل على 100 من الإبل مقابل وقف القتال لمدة ساعة يملؤون قربهم بالماء، فكان لهم ذلك ثم حمي الوطيس إلى الليل من اليوم الرابع، فانسحب بني ڤيل ليلا ولم يطلع فجر خامس يوم من المعركة اللعينة إلا على أولاد جرير.
بعده عاد أولاد جرير إلى بشَّار بجرحاهم الظاهرة والباطنة ولم ينسوا ما حل بهم من مباغثة الأعداء ولكنها مفاجئات الزمان ولاحول ولا قوة إلا بالملك الديان.
ثم بعد هذا لم يشهد التاريخ لقتال بين أولاد جرير وذوي منيع مع بني ڤيل لتمام المقايضة فبلع كل فريق ما جرع ووقف كل ذي حد عند حده.
وقد بعث القائد إبراهيم بن امبارك المنيعي رسالة إلى الوزير أحمد بن موسى المغربي مؤرخة في 6 رجب عام 1316هـ/موافق نحو 20 نوفمبر 1898م يشرح فيها تعدي قبيلة بني ڤيل المغربية على قبيلة أولاد جرير الجزائرية ويشرح فيها ما انجر عن هذا القتال العنيف من ضياع للأرواح والمواشي بقوله ما صورته من نص الرسالة المحفوظة بأرشيف مديرية الوثائق الملكية بالرباط من ملف الصحراء الشرقية:
((فاقتتلوا قتالا هائلا مدة من ثلاثة أيام والبارود بينهم ومات من الجانبين خلق كثير وضاعت مواشي ورواحل، وعدت هذه من الفتن العظيمة....))اهـ.
وحادثة غراسة هذه أتت بعد سنة من هجوم أولاد جرير وذوي منيع في "ركنة الدبالة" البعيدة عن فڤيڤ المغربية بنحو 80كلم غربا بقدم جبل غالس على مجموعة من دواوير بني ڤيل ، وقتل منهم العديد.
فوقعة غراسة هي مجرد أخذ بني ڤيل لثأرهم من وقعة ركنة الدبالة.
وممن استشهد في وقعة غراسة هذه من أعيان أولاد جرير شاعرهم الشعبي الكبير الولي الصالح مادح رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدي محمد البشير بن أحمد الجريري من أولاد بن ساسي سالف الترجمة.
وممن استشهد أيضا بمعركة غراسة من أولاد جرير المرحوم برمضان بن؟ توفي هو وأخواه وهم من الفرسان الخمس والثلاثين الذين لحقوا بإخوانهم في صبيحة ثاني يوم للمعركة.
وقد حدثني حفيده وهابي عبد الوهاب بن بن علي بن محمد من أولاد عبدالوهاب المولود عام 1963م ببشَّار أن أمه سنيسنة يمينة بنت بحوص الشعنبية المولودة عام 1936م ولازالت على قيد الحياة حدثتها أم زوجها وهابي بن علي واسمها جمعة (1889م- 1965م) بنت برمضان وهي من أولاد حمو قالت جمعة هذه رحمها الله ما ملخصه:
في وقعت غراسة كان عمري 9 سنوات فأذكر أنه لما جاء النفير إلى قبيلتي ببشَّار رأيت والدي برمضان يتهيأ للقتال فأخذ مدفعه –أي بندقيته- وحزام الخراطيش فقدم نحوي وقال لي: "احزمي لي الحزام يا المريبيحة"، فحزمته له وودعني ثم ركب فرسه فولول الولولة المعتادة لفرسان عند الذهاب إلى ساحة المعترك، وآخر ما سمعت منه قوله: "النَجْعَة لِي داوْها نرُدُوها" ثم انطلق مع إخوته كالسهم ولم أره ولا أعمامي بعدها رحمهم الله تعالى. اهـ.
قلت قوله النجعة: هي كلمة عربية فصحى تنبىء عن فصاحة اللسان الجريري العربي الهلالي. قال الرازي في مختار الصحاح في مادة نجع:
((نجع فيه الخطاب والوعظ والدواء أي دخل وأثر وبابه خضع. والنُجْعَة بوزن الرقعة طلب الكلإ في موضعه تقول منه انتجع وانتجع فلانا أيضا أتاه يطلب معروفه. والمُنْتَجَعُ بفتح الجيم المنزل في طلب الكلإ. والنَجِيعُ من الدم ما كان يضرب إلى السواد. وقال الأصمعي: هو دم الجوف خاصة. )) اهـ.
4/وعدة سيدي محمد البشير الجريري السنوية المقترح إنعقادها ببشار يوم 25 أكتوبر من كل عام إن شاء الله:
هذا مختصر سيرة شاعرنا الشيخ محمد البشير رحمه الله والخبر عن حادثة استشهاده دفاعا عن النفس والحريم والمال دفعا للصائل والمحارب الواجب دفعه شرعا،قال صلى الله عليه وسلّم:{{عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ}}[صحيح البخاري،حديث 2300,كتاب المظالم والغصب،باب من قاتل دون ماله],وعند ابي داوود في سننه{{عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ أَوْ دُونَ دَمِهِ أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ }}[سنن أبي داوود،حديث 4142،كتاب السُنّة،باب في قتال اللصوص]،,وعليه أقترح أن تقيم قبيلة أولاد جرير موسما أو زيارة أو وعدة بتاريخ يوم 25 أكتوبر من كل سنة ببشار تسمّى بـ"زيارة الولي الصالح الشيخ محمد البشير الجريري" إذ سبق معنا أنه توفي رحمه الله تعالى يوم 25 أكتوبر 1898م، فيعقد بمناسبة هذه الزيارة بجامعة بشار جامعة اللواء الطاهري محمد ملتقى ثقافيا حول حياة وشعر الشيخ محمد البشير والشعر الشعبي عموما بصحراء بشار والساورة,ويطعم الطعام ببشار ويتلى القرآن سلكة صدقة لروح الشيخ محمد البشير ولأرواح أولياء الله الصالحين،وتصل قبيلة أولاد جرير أرحامها،وتلتقي بطون القبيلة على ما يرضي الله وفيه مصلحة للوطن ويعلم الخلف مفاخر سلفهم الميامين,والله الموفق لما فيه الخير والصواب.
وأمّا فتنة غراسة فحدث تاريخي يروى للاعتبار لا للفتخار وإحياء الدفين من الضغائن والأحقاد,فعفا الله عمّا سلف,فكانت المقايضة بين إخوتي الدين والدم في الأرواح والأموال,والله يغفر للجميع وعلى الأحفاد أن يضعوا الأيادي في الأيادي ويسعوا إلى الوحدة وما يرضي الله ورسوله,وكفى الجزائر فتنا وحروب,وصلى الله وسلّم على رسول الله والآل والرضا عن الصحب الكرام,والسلام.
انتهى بتصرف من كتاب: "الاستبصار في تاريخ بشار وما جاورها من الأمصار" لمؤلفه: عبد الله حمّادي الإدريسي(الجزائر:2012م).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire