jeudi 12 février 2015

تراث الصحراء: مرقوم الجناح ومباركة والشلالي

في الإلهام الشعري
من هو الشاعر الشعبي الجزائري الذي كان فاقدا القدرة على الكلام، ثم زارته جنِّـيَّة وهو مسافر في البراري في هيئة امرأة، وطلبت منه جرعة ماء وقليلا من التمر... فمنحها جرعة ماء وقليلا من التمر...ومن باب مكافأته على كرمه ..حلت عقدة لسانه وعاد إلى قومه شاعرا....؟

منصور زيطة
لدينا في مدينة متليلي الشعانبة شاعر شعبي مشهور اسمه قدور بلخضر (1860-1921)له قصة مشهورة مع جنية لكنه لم يكن فاقدا للقدرة على الكلام:

قصّة الشّاعر مع الجنيّة هاروتة

روى لنا الشّاعر الحاج محمّد زيطة قصّة الشّاعر قدّور بلّخضر بيتور مع الجنيّة هاروتة، الّتي أصابتها الغيرة من معشوقته مسعودة، الّتي طالما تغزّل بها في الكثير من قصائده، وذات ليلة استوقفته الجنيّة هاروتة، مأنّبة إيّاه، حينما كان متوجّها لإحياء حفل ليلة عرس، وبعد عراك كلاميّ شديد، كانت الغلبة فيه للشّاعرّ؛ مع اشتراطها عليه أن ينظم فيها مائة كلمة وكلمة، (مئة قصيدة وقصيدة) فأنشدها الشّاعر قصيدة بمئة كلمة وكلمة مطلعها:
«سـالوني كيـفاه مفتى قصّة هاروتة واطـلبت طلبة بغير لتّة في اهموم طوال
هـذا الجنـيّة بهينة ما قالت بسوال.
ترشّـقت بـلا حـديدة واعظامي نوذة وترشّقت بلا حديدة وكسى السّجداجلال
قـالت كـان الدّير وحدة تترك مسعودة وتـتـولـع بي زيادة باش اندريك فال
قـالـت لي شـعّار شتّى كانوا كيف أنت ونحسبهم حتّى موتى لياقاضكشي الحـال
من خلال هذه الأبيات يتبيّن لنا أن الشّاعر قد أصيب بالفزع الشّديد الذي كساه، طالبا منها تركه وشأنه،لأنّها سيّجت جسمه بالرّهبة والألم، وعظامه بالبرودة والهشاشة؛ إثر لقاءه بها مظهرة تعلّقها الشّديد به؛ وغيرتها من محبوبته مسعودة، طالبة منه ترك ونسيان هذه الأخيرة، ورغم كل إغراءاتها وإلحاحها إلاّ أنّه بقي وفيا لمسعودته، راضيا بعقد صلح مع الجنّية بقبوله البدء بقصيدة الجنّية في كلّ حفل.
إلاّ أنّ رأيا آخر يعلّل لهذه القصّة بأنّ الشّاعر تورّى بهذه الحادثة، ليكتم مسألة نفيه عن العامّة للمحافظة على سلامة وأمن أحبابه ومريديه.

محمد الأخضر سعداوي
قصة مشابهة للشاعر الكبير الشيخ بحوّص(بوحفص) بن بصيص الذي اعترضت طريقه جنية تدعى "زيدورة" وطلبت منه أن يمتدحها بقصيدة ..... فقال فيها القصيدة الشهيرة جدا في منطقة ورقلة: لوموني يا خاوتي البارح شفت منام---يقول أهل المنطقة إنها قصة عاشها الشاعر بنفسه وترجمها قصيدة إرتقت إلى حد الأسطورة ، حتى أنّ سامعها لا يكاد يصدّق اطواراها، إلا أنّ معاصري الشيخ بحوّص أكّدوا وقوعها و عاشوا أحداثها واقعاً قبل أنّ يعيشوها كلمات أبدعها صاحبها وأثرى بها الموروث الشعبي. وهي إل الآن تؤدى كأغنية بطابع الفلكلور المحلي لدى قبيلة الشعانبة في منطقة ورقلة وما جاورها ضمن طابع الداني دان التراثي ، وهذا نموذج عنه : https://www.youtube.com/watch?v=14AEdQWO5RM